ليست كل المشاريع كتباً صوتية!
منذ بضعة أيام، تحدث الي عبر الهاتف احد مهندسي الصوت الاعزاء الذين احب النقاش معهم فيما يتعلق بمهنتنا الجميلة التعليق الصوتي أو الفويس أوفر. طلب مني المهندس ان اعطه عرض سعر لمشروع تعلم اليكترونيE-Learning لأن العميل قد طلب منه ذلك وطلب منه أيضا ان يتضمن العرض اصوات مختلفة حتى يستطيع الاختيار منهم.
سألته بطبيعة الحال بعض الأسئلة حتى اتمكن من وضع السعر المناسب للخدمة، وعند رده دار بيننا الحوار التالي:
محمد سامح: ههههههه لا يمكن! هذه صدفة عجيبة. لقد عملت مع هذا العميل من قبل في عدة مشاريع تعليم الكتروني مختلفة وكان عميل متميز.
مهندس الصوت: هذا جيد للغاية. حسنا أخبرني بعرض السعر الذي تقترحه انت لتنفيذ المشروع
محمد سامح: حسنا انا اقترح هذا السعر بناء على خبرتي مع العميل
مهندس الصوت:……….
محمد سامح: الو! هل تسمعني؟!
مهندس الصوت: نعم نعم…حسنا دعني اخبرك بشيء. العرض الذي تقترحه اعلى بكثير من الارقام التي حصلت عليها حتى الأن من المعلقين الأخرين. دعني أوضح لك أن معظم المعلقين قد اعطوني عرض سعر للساعة قريب جدا لما يتقاضوه عند قيامهم بالكتب الصوتية
محمد سامح: حقا! هذا غريب جدا وظالم لهم لو تم اختيارهم، لأن السعر الذي اقترحته ليس كبيرا على هذه النوعية من المشاريع. اتسمح لي بإخبارك عن الفرق؟
مهندس الصوت: حسنا. اخبرني اكثر
محمد سامح: اتعلم لماذا تقوم المؤسسات باستخدام التعلم الإلكتروني الأن؟ دعك من مفهوم سهولة التعلم في الزمان والمكان الملائمان للمتدرب. صحيح ان هذا مبدأ قائم لكن الشركات تفكر قبل اي شيء في المردود المادي لما تقدمه. على حد علمي وخبرتي في السوق، هناك لاعبان اساسيان في هذا السوق:
١-الشركات الكبيرة في شتى المجالات
٢- شركات التدريب الكبيرة
فعندما تقوم الشركات الكبيرة بالعمل على جعل بعض من مناهج تطوير الموظفين المختلفة الكترونية، فهي تقوم بذلك نظرا لانخفاض تكلفتها مقارنة بالتدريب التقليدي في غرف التدريب. فليس هناك تكاليف سفر أو طعام أو شراب أو كهرباء أو طباعة أو حتى راتب للمدرب الذي يقدم المحتوى. فهي من خلال هذه البرامج توفر الآلاف من الدولارات. لذا فما تقدمه هنا من خدمة لا يقتصر فقط على الأداء الصوتي المتميز ولكنك تقدم له حلا يوفر له أموالا طائلة من خلال صوتك وأدائك.
اما بالنسبة لشركات التدريب، فهي تستخدم خدمات التعليق الصوتي لتحقيق ارباح أكثر. فأنت تعلم أكثر مني عن مدى ارتفاع تكاليف الالتحاق بأي تدريب مهني في اي مجال، ويكون من ضمن المادة التدريبية الأن مواد صوتية لسهولة الاستيعاب. ويتم بيع تلك البرامج بألاف الدولارات. وإذا كانت شركة التدريب من المنصات الجديدة التي تعرض تدريبات مسجلة بمقابل مادي اقل، فهي ايضا تتعامل مع الالاف من المشتركين وتقدم لهم خدمة التعلم من خلال صوتك. لذا فأنت ايضا توفر لهم حل جديد لجعل التعلم الإلكتروني أكثر ملائمة عما كان عليه التعلم التقليدي. وفي المقابل، انت لا تتقاضى منهم اجر نظير قيامهم ببيع تلك المواد التي تحتوي على صوتك. فإذا باعوا لمليون شخص هذا شأنهم ولكن عليك ان تتقاضى ما يلائم الخدمة المتميزة التي قدمتها لأنه من المستحيل ان يشتري مليون شخص خدمة رديئة ايا كانت مهارة البائع.
مهندس الصوت: اه الأن فهمت ولكنني محتار حقا. حسنا دعني ارسل عروض الاسعار كما وصلتني ونرى ما سيحدث. شكرا لك ولإيضاحك
وفي خلال مكالمة اخرى بيني و بين المهندس، علمت ان الوسيط الذي كان قد جاء للمهندس بالمشروع قد اخبره انه لا يستطيع العمل معه لأنه ببساطة اذا عرض هذه الاسعار على العميل سيفترض انه كان يخدعه في السابق وسيكون في وضع محرج رغم ان هذه ليست الحقيقة….وذهب المشروع ادراج الرياح
لذا احذر صديقي ان تبخس حقك وان تتعامل مع مشاريع التعليق الصوتي معاملة واحدة لأنها ببساطة مختلفة!
*اذا كنت تبحث عن مساعدة لتسعير مشروعك الجديد، انصح باستخدام دليل اتعاب التعليق الصوتي المجاني من gravy for the brain
رسالة رقم ١ فيما يتعلق بتسعير خدمات التعليق الصوتي للمبتدئين
في مجموعة من الرسائل، أود ان اطرح بعض المعلومات أو الأفكار والتي تتعلق بتسعير خدمات التعليق الصوتي. دعونا نتحدث في هذه الرسالة عن ما يدعى بشرائح السوق. ماذا تعني تلك الشرائح وما علاقتك بها كفنان أداء؟
السوق ينقسم إلى شرائح بناء على قدرة إنفاق الشركات في كل ما يتعلق بالتعليق الصوتي. فمثلا شركة مياه غازية شهيرة قد تقوم بحملة على التلفاز أو على مواقع التواصل، قد يكلف إنتاجها الملايين من الجنيهات وهذا بالطبع بدون النظر للمبالغ التي تنفق على الانتشار، وأعني بها هنا تحديدا شراء مدة إعلانية في قنوات معينة على التلفاز لعرض الإعلان أو حتى القيام بحملة اعلانية مدفوعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وبناء على ذلك يقسم السوق، فهناك شركات دعائية تحصل على مئات الآلاف بل الملايين من تلك الشركات، والبعض الآخر يحصل بعض الآلاف القليلة مقابل خدمات التسويق وذلك لأن بطبيعة الحال، ذلك المطعم الكائن في تلك المنطقة الشعبية لن يتعامل مع نفس تلك الشركة المتخصصة في التسويق للشركات الكبرى مثلا.
وهنا تأتي تلك الشاكلة التي يتحدث عنها الجميع..وقد تجد البعض يقول، كيف لك أن تتقاضى هذا المبلغ القليل مقابل قيامك بالتعليق الصوتي! انت تدمر هذه المهنة. اتفهم كثيرا ما يقوله زملائنا الغيورين على مهنتنا الممتعة ولكن هناك خط فاصل اريد توضيحه.
كيف يمكن لشركة تقوم بالدعاية لمطعم او محل صغير بمبلغ لا يتجاوز بضعة آلاف قليلة شهريا ان تدفع في خدمة التعليق الصوتي ألفين من الجنيهات مثلا؟ شاهدتها وسمعتها بأذني بأن تقوم شركة صغيرة بتقديم مجموعة من الخدمات لذلك المحل مقابل ٧ آلاف جنيه مصري شهريا مثلا والتي تتضمن أن يقدم للعميل فيديو لزيادة التفاعل على صفحته. بطبيعة الحال سترفض شركة التسويق تلك أن تدفع مبلغا كبيرا مقابل خدمة التعليق الصوتي التي ربما تبدو لك كسعر منطقي لكن في واقع الأمر يمكن أن يكون ذلك المبلغ هو ربع ما تحصل عليه الشركة من ذلك العميل ، وهي نسبة كبيرة جدا من المستحيل أن يضحى بها.
ولكن انتبه! انا لم اقل لك ان تقبل العشر دولارات (مائة و خمسون جنيه ) التي يقدمها العميل لمشروعه لأن ذلك بالفعل مهين لمهنتنا! عليك أن تفهم مع أي نوع من العملاء تتعامل..وعليك أن تعرف من هو العميل النهائي و حجمه في السوق..هل قام بحملات دعائية من قبل؟ ما شكلها و كيف كان حجمها؟ عليك أن تطرح على نفسك هذا السؤال قبل الشروع في تسعير خدمتك.
من الطبيعي جدا أن يكون نوع العملاء الذي تتعامل معه بالذات وانت تبدأ ان يكون من هذه النوعية قليلة الإنفاق على الدعاية وطبيعي أن تتقاضى أقل من متوسط ما يقوله البعض في السوق وذلك لطبيعة العملاء الذين تتعامل معهم. ولكن عليك أن تعلم أمران هامان، ان هذه يجب أن تكون محطة تستمر لوقت معين حتى تتمكن من التعامل مع عملاء أكبر نتيجة احتكاكك بالسوق ومعرفة عملاء جدد في شرائح اعلى، والشيء الثاني ان تسعر خدمتك بما يتناسب مع طبيعة الحملة او العمل الذي ستقوم به. فآلف جنيه تدفع في خدمة التعليق الصوتي لحملة تكلفتها ١٥ ألف جنيه ربما تماثل ٥ آلاف جنيه تدفع لفنان الأداء مقابل حملة تكلفتها مليون جنيه.
تحديث
حدث الحوار التالي بين احد المعلقين وشخص اخر يطلب خدمة التعليق الصوتي. لقد فضلت اضافة الحوار الذي دار الى هذه المقالة حيث انه يوضح بشده ما تم ذكره سالفا.
في البداية تم وضع هذا الاعلان
حدث الكثير من الاعتراض والحوار حول الاعلان والمبلغ المذكور. ومن ضمن الردود على الاعلان كان الرد التالي حيث يسأل احد المشاهدين للاعلان عن سعر الدقيقة ويرد عليه احد المعلقين الصوتيين عن متوسط الاسعار. بالمناسبة أنا اعرف صاحب الرد جيدا وعملت معه في العديد من المشاريع. وأعلم جيدا مدى غيرته على المهنة ومحاولاته الدائمة لفرع مستواها، لذلك جاء رده على السائل المبتدئ في المجال كالتالي
وهنا جاء رد صاحب الاعلان والذي يتوافق تماما مع ما كنا ذكرناه فيما يخص شرائح العملاء
العميل محل جزارة..اعلم جيدا ان محلات الجزارة يمكن ان تكون شديدة الربحية ولكني اريدك ان تسأل نفسك هذا السؤال…اذا اردت تصنيف هذا العميل، في اي فئة قد تضعه؟ وكم تعتقد تكلفة هذا الفيديو الذي وافق عليه العميل؟
اود سماع ارائكم في هذا الموضوع..هل تعتقد ان رد طالب الخدمة منطقي؟ ام ان رد المعلق كان صحيحا؟
أب لابن مقتول ، وزوج لزوجة مقتولة!
اذا كنت ممن كانوا يحبون الأفلام في بداية الالفية، فغالبا ستكون ممن شاهدوا فيلم Gladiatorاو المصارع. فقد حاز الفيلم على ٥ جوائز اوسكار وكان حديث الجميع في ذلك الوقت. لازلت أتذكر تعليق أخي آنذاك حينما قال لي انه ولأول مره منذ بداية ارتياده على دور السينما ان يبدأ الفيلم بدون فقرة الإعلانات التي تسبق الفيلم نظرا لطوله، ولا انسى أيضا مدى انبهاره بمشهد محاربة الأسود داخل حلبة المصارعة. لقد شاهدته بعد ذلك بعدما استأجرته من نادي الفيديو ما يقرب من ٨ مرات في خلال ٣ أيام.
دعوني الان اخبركم لماذا اكتب هذه المقالة. كما تعودت في مقالاتي فإنني أحاول ان انقل خبراتي او ملاحظاتي فيما يتعلق بالتعليق الصوتي او الفويس اوفر. وبما ان هذا الفيلم بطوله احد امهر فناني هوليود (راسيل كرو) فلقد لفت نظري احد اهم تقنيات الأداء التي يستخدمها فنانو الأداء الصوتي في أي من النصوص التي يؤدوها.
سأترككم الأن مع هذا المشهد من الفيلم واعود اليكم بعد مشاهدته
كما فهمتم من هذا الحوار في المشهد، فالإمبراطور الحالي قد قتل والده طمعا في الحكم وخوفا من ان يعطي الحكم لأحد غيره وبعد ذلك قام بقتل زوجة وابن ماكسيموس (راسيل كرو) الذي كان من أخلص الجنود لأبيه. في هذا المشهد يشكف ماكسيموس عن شخصيته الحقيقية بعد ان تم اسره دون علم احد بشخصيته الحقيقية حتى اضطر ان يظهرها بعدما ذاع صيته كمصارع ماهر.
في وسط حديثه وهو يكشف عن نفسه، ذكر ماكسيموس انه اب لأبن مقتول وزوج لزوجة مقتولة. ولأي ممثل غير محترف، ربما إذا اتاه نص كهذا لبدأ نصف الجمله الاول من طبقة صوتيه معينه ثم يرتفع بها عند ذكره للحدث التاني…فبطبيعة الحال، عندما يقوم أي شخص بذكر مجموعة من المشاكل مثلا قد يميل ان يستخدم طبقة صوتيه اعلى عند كل إضافة كنوع من توضيح توالي الاحداث والمشاكل التي بطبيعة الحال تزيد عددً فيصبح الموقف اكثر سوء.
لكن راسل كرو لم يقم بذلك، وذلك نظرا لتساوي مكانة زوجته وأبنه في قلبه، ولإيصال تلك الفكرة بالإحساس وبشكل غير مباشر، فقد اختار ان يقوم بأداء النصفين بنفس الطريقة تماما بدون إعطاء أي تركيز إضافي حتى تصل الفكرة بأن الاثنين متطابقين في قدر الأهمية. هذه هي قيمة استخدام فنان محترف للقيام بدور ما، وستعلو قيمتك انت أيضا عندما تغوص في تفاصيل عالم التعليق الصوتي لتخرج أفضل ما يمكنك القيام به كما قام بذلك راسل كرو.
نصيحة صغيرة عن نماذج الاداء في التعليق الصوتي
الهدف الأساسي لنماذج الأداء او ما يطلق عليه الديموريل في مهنة الفويس اوفر او الاداء الصوتي هو عرض قدراتك وامكانياتك للعملاء. وهنا تقع الإشكالية للمبتدئين. الإشكالية هي عدم قدرتك على تكرار الأداء مرة أخرى بدون وجود المدرب الذي اخرج لك هذا الأداء. فتكون في وضع محرج امام العميل الذي توقع ان تؤدي له نفس الأداء الذي سمعه في الديموريل. لأن نموذج الاداء في النهاية هو وعد منك بقدرتك على تكرار تلك الاداءات.
وكأي مهنة في العالم، يتطلب اجادة الاداء الصوتي الوقت لجمع الخبرات اللازمة له وتستطيع مع الوقت التحكم في قدراتك الصوتية عندما يطلب منك اداء معين. فلا تستعجل عزيزي المتدرب بعمل نموذج ادائك وارساله للعملاء وخصوصا لو كانت تلك هي المرة الاولى لك في الاستوديو.
العلاقة بين كرة المضرب والفويس أوفر
لطالما كنت من مشجعي رفائيل نادال بطل التنس العالمي. فهو من دفعني اثناء دراستي الجامعية للذهاب الى النادي و البدء في التدرب على هذه اللعبة. ما اسَرَني في أداء نادال هو كم الطاقة والحماس وعقلية عدم الاستسلام التي تراها في كل مباراة حتى لو كان خاسرا.
أتذكر جيدا اول يوم لي في التدريب وقد كان عمري وقتها ١٨ عاما وقد استعرت مضرب اخي الذي كان يلعب به اللعبة منذ حوالي ٢٠ عاما تقريبا حيث ان أخي يكبرني ب ١١ عاما. استقبلني المدرب بنبرة سخرية قائلا” اهلا اهلا لقد وصلت متأخرا بقليل..١٢ عاما تقريبا! ما الذي دفعك للإتيان اليوم؟ الأشخاص عادة يبدئون في سن الخامسة او السادسة”. وكان هناك فاصل جديد من السخرية عندما رأي مضربي الذي هو أكبر عمرا مني انا شخصيا حتى ان هذه النوعية قد اختفت تماما ولم يعد أحد يلعب بها الأن.
أشتريت مضربا جديدا وبدأت التدرب بانتظام. ومع مرور الوقت بدأ المدرب يشرح لي بعض المفاهيم الخاصة باللعبة، ومن ضمن ما ذكره هو أهمية التركيز للاعب التنس. فإذا فقد اللاعب التركيز، خسر المباراة. ويمكن ان يخسر اللاعب تركيزه لعدة أسباب، منها مثلا عدم راحته في الحذاء الجديد او تغييره للمضرب الذي يعتاد عليه او ان يستنفذ اللاعب قدرته البدنية. كل من هذه الأسباب تأخذ حيزا من تفكير اللاعب وبالتالي قد تؤدي بشكل كبير للخسارة.
لذا على لاعب التنس ان يتخلص من أي منغصات قد تعوقه من التركيز في المباراة بنسبة ١٠٠٪. وهذا هو وجه الشبه مع الفويس أوفر او الأداء الصوتي.
فإذا دخل فنان الأداء الصوتي او الفويس أوفر الأستوديو لأداء نص ما بالفصحى مثلا وهو غير معتاد عليها، سيشغل هذا حيزا من تفكيره وبطبيعة الحال سيؤثر على أدائه. او اذا احتوى النص على كلمات كثيرة بالانجليزية وهو ليس بمتقنها مثلا، فسيؤدي ذلك الي توتر الفنان وبطبيعة الحال سيؤثر على الأداء. في بعض الأحيان يقوم الفنانون بالاستعانة بمدقق لغوي ليضع لهم علامات التشكيل لمساعدة الفنان على النطق الصحيح، ولكن اذا كنت غير مدرب على ملاحظة التشكيل بسلاسة، فسيشغل ذلك تفكيرك أيضا ويؤثر على ادائك.
لذا نصيحتي هنا أنه هناك أسباب عديدة قد تؤدي الى انشغال رأسك بأشياء غير النص والأداء..عليك ملاحظتها وفهم الأسباب التي تؤدي الى ذلك حتي تستطيع معالجة الأمر وتقوم بأداء النص بالشكل المطلوب من خلال تركيزك الغير مشتت بأي شيء أخر. فأن لم تعي ما يسبب قلة تركيزك، فلن تستطع معالجة المشكلة أبدا
ذكرى جميلة
هذه المقالة ليس بها اي نصائح او توجيهات لكنها لتدوين ذكرى جميلة. بطبيعة وجودي في مجال التعليق الصوتي او الفويس اوفر منذ سنين، تتطور بي الحال من كوني مجرد فنان فويس اوفر الى كوني ايضا وكيل فنانين فويس اوفر لبعض الشركات التي اتعامل معها. فتأتي شركة الدعايا ببعض الطلبات لمشروع ما كالمشروع الذي عملت عليه مؤخرا لشركة من شركات الأدوية الشهيرة والذي كان يتطلب صوت جدة وصوت أم. بحثت عن الاصوات المتوفرة في السوق المناسبة لهذه الادوار وتم اختيار صوت الأم لكن وقف صوت الجدة عقبة لاتمام هذا المشروع، فقد تم رفض جميع الاصوات المرشحة. تحدثت لأحد معارفي من مهندسين الصوت لترشيح بعض الاصوات التي تصلح لتفيذ صوت الجدة فأعطاني رقم الأستاذة شادية حسني. واذا كنت لا تعرف الفنانة شادية حسني فسأتركك الأن مع عمل من اشهر اعمالها والتي تجلب لجيلي العديد من الذكريات.
نعم يا صديقي هي صاحبة هذا الصوت الذي يشدو هذا التتر المبهج بالاضافة لقيامها بدور الراوية وكامبا.
عندما أتت الأستاذة شادية الى الأستوديو أتت بصحبة أبنها خالد الشرشابي وهو فنان يعمل بالتمثيل وقد جمعتني به الصدفه منذ عام و أكثر حينما كنت أقوم بدور صغير في فيلم الفارس و الأميرة. وقد عمل خالد على تقليد أداء وصوت الفنانان الكبيران رحمهم الله سعيد صالح وغسان مطر. حيث أن التسجيل الصوتي للفيلم قد تم منذ سنين وكانت هناك بعض الجمل الناقصة التي أداها خالد ببراعة كبيرة.
أعتقد ان مثل تلك اللحظات الجميلة هي جزء مما يعطيني الحافز بأن استمر في العمل في هذا المجال و أن أتحمل المصاعب التي اواجهها أحيانا.
عليك ان تدرك الحقيقة كما ادركها إيهاب توفيق
لست من هواة البرامج الرمضانية ولكن الصدفة جمعتني بفيديو للمطرب إيهاب توفيق في احد البرامج وهو يتحدث عن مقاييس النجاح في عالم الغناء، وسبب كتابتي لما سمعته هنا هو ببساطة لإحساسي انه قد يفيد جميع من يمتهن او ينوي امتهان التعليق الصوتي او الفويس أوفر.
سألته المذيعة عما إذا كان الصوت هو العامل الأساسي لجعل المطرب يتربع على قمة هرم المطربين فكانت اجابته نافيه تماما لذلك. وضرب لها مثالا بسيطا بالفنان مدحت صالح. مدحت من اهم فناني الوطن العربي ولا يختلف اثنين على تميز صوته واغانيه وبلا شك يمتلك خامة صوتية أفضل بكثير من خامة عمرو دياب ولكن عند مقارنة مسيرته بمسيرة عمرو دياب، تدرك ان مدحت صالح لم يصل للنجاح المتوقع منه بناء على موهبته. واستطرد إيهاب قائلا ان الصوت ليس العامل الأساسي والأهم في نجاح المطرب، بل الأهم هو من حولك من أشخاص. فاختيارك وتواصلك مع الأشخاص الأفضل في مجالهم سيجعلك بطبيعة الحال الأفضل في مجالك. وأنهى إيهاب حديثه في هذه النقطة بقوله” هذا هو سبب الاساسي لعدم استمراري لفترة أطول في القمة. كنت مجبرا في بعض الأحيان على التعامل مع بعض من هم ليسوا الأفضل بموجب عقود والتزامات مما أضر بي كثيرا”.
هذه هي الحقيقة عزيزي القارئ، المعرفة والتواصل مع الأشخاص المناسبين هما أساس النجاح وهما أيضا من أسس التسويق الذاتي. فالقصة ليست فقط بامتلاكك الصوت الجيد او اللغة المتميزة لتكون المعلق الأفضل والأكثر عملا في سوق التعليق الصوتي. فالجهد لتسويق مهاراتك وبناء شبكة معارف مناسبة هما عنوان النجاح.
أتمنى ان تكون ادركت الحقيقة كما ادركها إيهاب توفيق!
مقال بالعامية المصرية | ماذا اعرف عن أسطورة ” ممكن تنزل السعر؟ احنا لسه عندنا شغل جي كتير مع بعض
النصيحة دي من خبرة فعلية و من قراءات على الانترنت
لو انت في سوق الفويس أوفر بقالك فترة أكيد هتقابل ناس و انت بتسعر شغلك و بتتعامل مع عميل جديد فيقولك ” تمام يا استاذ..بس انا عايزك تنزل شوية عشان البدجت و كمان ده مش أخر شغل! ده لسه فيه شغل كتير جي الفترة الجاية! انت بس شد حيلك معانا كده هاهاهاها!”
فتقوم انت منزل عن السعر اللي اديتهوله… يتبسط العميل و يستلم الشغل و من ثم يختفي!
هو مش بيختفي عشان شرير او كان قصده يضحك عليك مثلا و يجري..هو ممكن يكون أختفى عشان ببساطة المشروع اللي كان متفق معاه مع العميل مكملش. لكن في النهاية انت اللي طلعت خسران انك مشتغلتش بالسعر اللي تستحقة.
عشان كده النصيحة اللي بينصح بيها أغلب محترفين الفويس أوفر انك متديش تخفيض لأسعارك من البداية مقابل أي وعود. اتمسك بأسعارك لو شايف انها منطقية و معقولة و أوعد بأنك مستعد تدي تخفيض في المستقبل لو فيه كمية شغل تسمح بكده.
انا حصل معايا موقف قبل كده و العميل قالي ده مبلغ كبير عليا و عايزين ننزل شوية و فيه شغل جي كتير. كان الرد ببساطه ” طيب افرض مجاش؟ عندك ضمان ان الشغل ده جي؟ يعني ممكن نكتب عقد بعدد الأعمال و المقابل المطلوب؟”
لو كان عنده رد كنا اتفقنا اتفاق رسمي لكن العميل هنا مكنش عنده رد و فهم وجهة نظري. لأن خلي بالك البعض بيفاصل عشان خاطر يفاصل و مش بيبقى عارف السعر اللي انت قولتهوله ده كويس ولا لا. و حتى لو قارن هو مش هيعمل مقارنة صحيحة لأنه في النهاية هيقيم سعر مقابل سعر مش موهبة و خبرة و دراسة الشخص وأشياء تانية كتير مقابل القيمة المادية.
حابب برضه أضيف في النهاية ان فيه بعض الناس ضد مبدأ التخفيض عامة و بيتغلبوا على ده عن طريق أي خدمات اضافيه ممكن تقدمها للعميل يكون ليها قيمة مادية و تديهاله مجانا في مشروع معين من مبدأ ان العميل يبقى واضح بالنسباله ان سعرك كمحترف فويس أوفر غير قابل للتفاوض. لكن في النهاية هي مدارس مختلفه و انت بتختار اللي يناسبك حسب ظروفك الشخصية.
الحب من أول “تجربة”
تقول الأسطورة ” اذا استطعت أن تسجل المادة الاعلانية من أول تجربة لك في الاستوديو وفزت برضا العميل، إذا فأنت أسطورة كما تقول الأسطورة”
سمعت هذه الجملة كثيرا في سوقنا المحلي وللاسف اعتقدت كما قال الأخرين ان هذا هو المعيار مما كان له تأثير سلبي علي. دعوني أوضح ما حدث…
في الأسبوع الماضي قمت بعمل إعلان لشركة عالمية من إنتاج شركة الصوت العربي، وبطبيعة هذه الحملات الاعلانية يكون التسجيل في الأغلب من خلال تجربة حية يكون اطرافها شركة الانتاج والتي يمكن أن تكون أجنبية بالإضافة للعميل. ما افقدني الثقة بعض الشئ وكان هذا محور حديثي مع أحمد القطب مؤسس الصوت العربي هو أننا قمنا بتسجيل كل جملة بكل الأساليب الممكنة بعد تسجيلنا للنص كله مرة واحدة. أفقدني هذا الثقة بعض الشئ ظنا مني أننا قمنا بذلك لأنني لم استطع أن أصيب الاداء المطلوب من أول مرة. أستمرينا في تسجيل اعلان مدته ثلاثين ثانية لحوالي ساعة ونصف. قمنا بعمل أكثر من ثماني اداءات لكل جملة. وبعد ان انتهينا دار هذا الحوار بيني وبين أحمد.
محمد سامح: لما كل هذا يا أحمد؟ هل انا مقصر في شئ؟ هل لم استطع القيام بدوري على أكمل وجهه؟
أحمد القطب: لا، هذا طبيعي..في الحملات الكبيرة وعندما تكون شركة الدعايا بحجم كبير ولديها تصور معين للاعلان، يقومون بما يكون نوع من التسجيلات التأمينية، وهي أخذ كل التنوعات والتصورات الممكنة حتى يستطيعوا بعد ذلك القيام بتباديل وتوافيق بدون الرجوع للفنان الصوتي مرة أخرى مما يقلل هدر الوقت والمال. هذا ايضا بالاضافة لحاجز اللغة الذي يضيف بعضا من الضبابية في الرأي وعدم القدرة على الجزم بأن هذا هو الأداء المطلوب الا بعد وضعه على المادة وأخذ موافقة العميل.
محمد سامح: اذا فهل يقومون بذلك مع كل فنان بكل لغة يسجلون بها المادة الصوتية؟
أحمد القطب: نعم فهذه ضمانة لهم قما قلت بغض النظر عن اللغة. المعيار هنا لتميزك ان يكونوا راضين عن ادائك ويتعاملوا معك مرة أخرى، ليس بأن تقوم بتسجيل النص ويتم الموافقة عليه من أول مرة. أعلم انه يمكن أن يكون معيار السوق في مصر أو الشرق الأوسط مختلف، ولكن ذلك يرجع لطبيعة المشروع، فليس بالضرورة أن يكون التسجيل من أول مرة هو معيار التميز. بالطبع الوقت عامل مهم في التكلفة الانتاجية ولكن في مثل هذه المشاريع يمكن ان يكون هناك عوامل أخرى أهم.
أحببت أن اشارك ذلك معكم اصدقائي المعلقيين حتى لا تقعوا في فخ فقدان الثقة الذي وقعت فيه عندما تكونون في موقف مشابهه وتعلموا ان المعايير تختلف حسب نوع المشروع ونوع العميل.
What I’ve learned after My First Event as a Virtual MC
Due to the nature of my previous jobs before as someone who worked in Marketing and Public Relations, I’ve had the opportunity to become an MC for several events. These events weren’t really complicated, you would usually start with a nice short intro, then introduce activities or speakers briefly and then thank the attendees for their attendance. Given that I am a voiceover artist, I usually loved playing around with the microphone and produce exciting announcements for these events that people enjoyed.
I was recently approached through my website by one of the biggest companies in Event Organizing that has a strong global presence and they asked me to host in English a medical conference that they are organizing in Dubai. I replied that there is probably a misunderstanding as I am located in Egypt and due to the pandemic It won’t be very easy for anyone to travel with this very short notice given that the event was in 3 days time. So I was informed that they would like me to become a virtual MC for the event, and that they don’t need me on cam, they only wanted my voice!
That was like a dream job to be honest. So I quoted them with the required fees and boooom they approved it. So they told me that they are going to send me the final script one day before the event to have enough time to check it out. I accepted the situation and told myself that this is going to be easy, given my experience in hosting events and also my experience in voicing medical narrations for so long.
BUT I WAS WRONG!
I can write a short book about the incidents that happened in the event but I will try to summarize here the key learnings that you can benefit from in case you face a similar situation.
1- Never accept hosting a medical event without obligating the agency to send you the draft of the script 3 days prior to the event. It is not a matter of only being familiar with the script as I usually did in any other events, but medical terminologies can get really tricky and confusing and needs practice in order to correctly pronounce them in a live event. You really need to read the script out loud many times to feel confident enough while doing your announcements and to do them error free. Some minor changes in the script might occur from the agency as you approach the event but you need to familiarize yourself with the script for the longest time possible. It is completely different from recording a medical narration session where you have the luxury of time and repetition in case of mispronouncing any word.
2- You need to insist on running a full simulation prior to the event to avoid any technical issues that might occur. One of the things that surprisingly happened since we didn’t do an exact simulation is that when the first speaker was preparing to start his talk, the technical team gave him the authority to share his screen over zoom application. What surprisingly happened is that zoom has a very weird feature where the shared screen pops up over any window you are opening on your laptop and accordingly the script disappeared for few seconds! luckily I was able to swiftly shift back to the script and the moment of weird silence didn’t last for long. After introducing this speaker I ran to google to see if there is something I can do about that and I learned that this feature could be disabled. You can also have your script printed to avoid such problem but in case the organizer kept changing parts of the script throughout the event like what happened to me, I preferred reading from the laptop directly. Just make sure you disable this very stupid feature and run a full exact simulation!
3- Make sure you have a steady wired LAN internet connection and an alternative solution in case of any emergency. Although everything worked perfectly on the first and third day, but on the second day and for an unknown reason, the connection was unsteady, and without having this alternative solution, a big problem might have occurred, but luckily I was prepared for that.