العلاقة بين كرة المضرب والفويس أوفر
لطالما كنت من مشجعي رفائيل نادال بطل التنس العالمي. فهو من دفعني اثناء دراستي الجامعية للذهاب الى النادي و البدء في التدرب على هذه اللعبة. ما اسَرَني في أداء نادال هو كم الطاقة والحماس وعقلية عدم الاستسلام التي تراها في كل مباراة حتى لو كان خاسرا.
أتذكر جيدا اول يوم لي في التدريب وقد كان عمري وقتها ١٨ عاما وقد استعرت مضرب اخي الذي كان يلعب به اللعبة منذ حوالي ٢٠ عاما تقريبا حيث ان أخي يكبرني ب ١١ عاما. استقبلني المدرب بنبرة سخرية قائلا” اهلا اهلا لقد وصلت متأخرا بقليل..١٢ عاما تقريبا! ما الذي دفعك للإتيان اليوم؟ الأشخاص عادة يبدئون في سن الخامسة او السادسة”. وكان هناك فاصل جديد من السخرية عندما رأي مضربي الذي هو أكبر عمرا مني انا شخصيا حتى ان هذه النوعية قد اختفت تماما ولم يعد أحد يلعب بها الأن.
أشتريت مضربا جديدا وبدأت التدرب بانتظام. ومع مرور الوقت بدأ المدرب يشرح لي بعض المفاهيم الخاصة باللعبة، ومن ضمن ما ذكره هو أهمية التركيز للاعب التنس. فإذا فقد اللاعب التركيز، خسر المباراة. ويمكن ان يخسر اللاعب تركيزه لعدة أسباب، منها مثلا عدم راحته في الحذاء الجديد او تغييره للمضرب الذي يعتاد عليه او ان يستنفذ اللاعب قدرته البدنية. كل من هذه الأسباب تأخذ حيزا من تفكير اللاعب وبالتالي قد تؤدي بشكل كبير للخسارة.
لذا على لاعب التنس ان يتخلص من أي منغصات قد تعوقه من التركيز في المباراة بنسبة ١٠٠٪. وهذا هو وجه الشبه مع الفويس أوفر او الأداء الصوتي.
فإذا دخل فنان الأداء الصوتي او الفويس أوفر الأستوديو لأداء نص ما بالفصحى مثلا وهو غير معتاد عليها، سيشغل هذا حيزا من تفكيره وبطبيعة الحال سيؤثر على أدائه. او اذا احتوى النص على كلمات كثيرة بالانجليزية وهو ليس بمتقنها مثلا، فسيؤدي ذلك الي توتر الفنان وبطبيعة الحال سيؤثر على الأداء. في بعض الأحيان يقوم الفنانون بالاستعانة بمدقق لغوي ليضع لهم علامات التشكيل لمساعدة الفنان على النطق الصحيح، ولكن اذا كنت غير مدرب على ملاحظة التشكيل بسلاسة، فسيشغل ذلك تفكيرك أيضا ويؤثر على ادائك.
لذا نصيحتي هنا أنه هناك أسباب عديدة قد تؤدي الى انشغال رأسك بأشياء غير النص والأداء..عليك ملاحظتها وفهم الأسباب التي تؤدي الى ذلك حتي تستطيع معالجة الأمر وتقوم بأداء النص بالشكل المطلوب من خلال تركيزك الغير مشتت بأي شيء أخر. فأن لم تعي ما يسبب قلة تركيزك، فلن تستطع معالجة المشكلة أبدا