الحب من أول “تجربة”
تقول الأسطورة ” اذا استطعت أن تسجل المادة الاعلانية من أول تجربة لك في الاستوديو وفزت برضا العميل، إذا فأنت أسطورة كما تقول الأسطورة”
سمعت هذه الجملة كثيرا في سوقنا المحلي وللاسف اعتقدت كما قال الأخرين ان هذا هو المعيار مما كان له تأثير سلبي علي. دعوني أوضح ما حدث…
في الأسبوع الماضي قمت بعمل إعلان لشركة عالمية من إنتاج شركة الصوت العربي، وبطبيعة هذه الحملات الاعلانية يكون التسجيل في الأغلب من خلال تجربة حية يكون اطرافها شركة الانتاج والتي يمكن أن تكون أجنبية بالإضافة للعميل. ما افقدني الثقة بعض الشئ وكان هذا محور حديثي مع أحمد القطب مؤسس الصوت العربي هو أننا قمنا بتسجيل كل جملة بكل الأساليب الممكنة بعد تسجيلنا للنص كله مرة واحدة. أفقدني هذا الثقة بعض الشئ ظنا مني أننا قمنا بذلك لأنني لم استطع أن أصيب الاداء المطلوب من أول مرة. أستمرينا في تسجيل اعلان مدته ثلاثين ثانية لحوالي ساعة ونصف. قمنا بعمل أكثر من ثماني اداءات لكل جملة. وبعد ان انتهينا دار هذا الحوار بيني وبين أحمد.
محمد سامح: لما كل هذا يا أحمد؟ هل انا مقصر في شئ؟ هل لم استطع القيام بدوري على أكمل وجهه؟
أحمد القطب: لا، هذا طبيعي..في الحملات الكبيرة وعندما تكون شركة الدعايا بحجم كبير ولديها تصور معين للاعلان، يقومون بما يكون نوع من التسجيلات التأمينية، وهي أخذ كل التنوعات والتصورات الممكنة حتى يستطيعوا بعد ذلك القيام بتباديل وتوافيق بدون الرجوع للفنان الصوتي مرة أخرى مما يقلل هدر الوقت والمال. هذا ايضا بالاضافة لحاجز اللغة الذي يضيف بعضا من الضبابية في الرأي وعدم القدرة على الجزم بأن هذا هو الأداء المطلوب الا بعد وضعه على المادة وأخذ موافقة العميل.
محمد سامح: اذا فهل يقومون بذلك مع كل فنان بكل لغة يسجلون بها المادة الصوتية؟
أحمد القطب: نعم فهذه ضمانة لهم قما قلت بغض النظر عن اللغة. المعيار هنا لتميزك ان يكونوا راضين عن ادائك ويتعاملوا معك مرة أخرى، ليس بأن تقوم بتسجيل النص ويتم الموافقة عليه من أول مرة. أعلم انه يمكن أن يكون معيار السوق في مصر أو الشرق الأوسط مختلف، ولكن ذلك يرجع لطبيعة المشروع، فليس بالضرورة أن يكون التسجيل من أول مرة هو معيار التميز. بالطبع الوقت عامل مهم في التكلفة الانتاجية ولكن في مثل هذه المشاريع يمكن ان يكون هناك عوامل أخرى أهم.
أحببت أن اشارك ذلك معكم اصدقائي المعلقيين حتى لا تقعوا في فخ فقدان الثقة الذي وقعت فيه عندما تكونون في موقف مشابهه وتعلموا ان المعايير تختلف حسب نوع المشروع ونوع العميل.